من هي أقرب نساء النبي ﷺ نسبًا إليه؟
قصة السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها**
يُعدّ موضوع زوجات النبي محمد ﷺ من الموضوعات التي تحمل بين طياتها الكثير من القيم التاريخية والدينية والإنسانية. فلكل زوجة من أمهات المؤمنين قصة خاصة ومكانة مميزة، سواء في قربها من النبي ﷺ أو دورها في خدمة الدعوة الإسلامية ونقل العلم. ومن بين هذه الأسماء اللامعة، تبرز شخصية السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها، والتي تُعدّ أقرب نساء النبي ﷺ إليه نسبًا.
هذا الارتباط ليس مجرد علاقة زوجية، بل هو صلة رحم تجمعها بالنبي ﷺ من جهة الأم والأب، مما جعل مكانتها بين نسائه مكانة مميزة ومختلفة عن غيرها.
في هذا المقال نتناول سيرتها، ونسبها، وسبب قربها من النبي ﷺ، وأهم المواقف التي بقيت شاهدة على فضلها وعظيم شأنها.
نسب السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها
هي زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، وأمها هي أمية بنت عبد المطلب، عمة النبي ﷺ.
وبذلك تكون زينب ابنة عمته، أي أن نسبها من أقرب الأنساب إلى رسول الله ﷺ بين جميع زوجاته.
صلة القرابة باختصار:
النبي محمد ﷺ ابن عبد الله بن عبد المطلب.
السيدة زينب رضي الله عنها هي ابنة أميمة بنت عبد المطلب.
إذن: زينب هي ابنة عمة النبي ﷺ مباشرة.
هذه القرابة القوية جعلت علاقتها بالنبي ﷺ مميزة، وجعلها أيضًا واحدة من نساء بيت النبوة ذات الحسب والنسب الرفيع.
قصة الزواج من منظور شرعي وإنساني
كان زواج النبي ﷺ من السيدة زينب جزءًا من تشريع إلهي عظيم، حيث جاء بأمر من الله تعالى في قوله:
“فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا”
— سورة الأحزاب، آية 37
وقد جاء هذا الزواج ليُبطِل عادة جاهلية كانت منتشرة، وهي اعتبار المتبنّى كالابن الحقيقي في جميع الأحكام.
فكانت زينب زوجة زيد بن حارثة، الذي كان يُدعى “زيد بن محمد” قبل أن يبطل الإسلام التبنّي.
ومن هنا جاءت الحكمة الشرعية:
إبطال التبني.
إلغاء ما كان يُلحقه العرب من أحكام على الأدعياء.
تثبيت أن رابطة الإسلام أقوى من روابط الجاهلية.
مكانتها بين زوجات النبي ﷺ
كانت السيدة زينب رضي الله عنها ذات ديانة وعبادة وصدقة، وقد أثنى عليها النبي ﷺ بثناء عظيم، إذ كان يقول عنها:
“إن زينب بنت جحش أوَّاهةٌ”
— أي كثيرة التضرع والدعاء.
ومن فضائلها:
كانت من أكثر زوجاته صدقة وإحسانًا إلى الفقراء.
ذات خلق رفيع وهيبة ووقار.
وكانت تفخر بأن زواجها من النبي ﷺ كان بأمر من الله تعالى.
كما رُوي أنها كانت أسرع زوجات النبي ﷺ لحوقًا به بعد وفاته، حيث توفيت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
صفات السيدة زينب بنت جحش
1. عبادتها وتقواها
كانت تقوم الليل، وتصوم النهار، وتكثر من ذكر الله، حتى كان النبي ﷺ يلقبها بـ «الواهة».
2. سخاؤها وجودها
عُرفت بأنها كانت تتصدق بكل ما يصلها، وكانت تقول:
“إن الله لا يحب الباقين”.
3. حياؤها وعفتها
كانت من النساء شديدات الحياء، وهذا ما جعلها قريبة إلى قلب النبي ﷺ وقلب كل من عرفها.
لماذا تُعدّ أقرب زوجاته نسبًا؟
من بين جميع زوجات النبي ﷺ، لم تكن هناك امرأة قريبة منه نسبًا مثل زينب بنت جحش، فبعض الزوجات أجنبيات عنه بالنسب، وبعضهن ليست لهن صلة مباشرة ببيت عبد المطلب.
أما زينب فهي:
من بني هاشم نسبًا من ناحية الأم.
قريبة مباشرة من النبي ﷺ.
تجمعها به صلة رحم قوية.
لذلك أجمع العلماء على أنها أقرب النساء إليه نسبًا.
إن السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ليست مجرد زوجة من زوجات النبي ﷺ، بل هي قريبة له نسبًا، وأم للمؤمنين، وامرأة صالحة قدوة في العبادة والحياء والصدقة.
وقد اختارها الله لتكون جزءًا من تشريع مهم، ولتكون مثالًا على السمو الأخلاقي الذي يتميز به أهل البيت النبوي.
تظل سيرتها مصدر إلهام لكل من يبحث عن النقاء الروحي و
الصفاء الداخلي، وتبقى مكانتها محفوظة في قلوب المسلمين إلى يوم الدين.

تعليقات
إرسال تعليق